تعود جذور الهيمنة الثقافية الغربية إلى الاستعمار الأوروبي في القرن الخامس عشر، وهي الفترة التي تميزت بفرض اللغات والأعراف والعادات الغربية بالقوة على العالم المستعمَر، وقد أدى هذا الإرث الذي كان عنيفًا ومدمرًا في كثيرٍ من الأحيان إلى تهميش الثقافات المحلية وإنشاء تسلسل هرمي عالمي تهيمن عليه القيم الغربية. وشهد القرن العشرين تضخم هذه الهيمنة مع صعود الولايات المتحدة كقوةٍ عظمى عالمية، حيث اتخذت الهيمنة الثقافية الغربية بعدًا جديدًا وباتت الثقافة الشعبية الأمريكية، بما في ذلك أفلام هوليوود والموسيقى والبرامج التلفزيونية الأمريكية، منتشرة في كافة أرجاء العالم. كما عززت اللغة الإنجليزية مكانتها باعتبارها لغة مشتركة للأعمال التجارية والاتصالات الدولية. ومع ذلك، يشير إطلاق مبادرة بريكسفون إلى احتمالية حدوث نقلة نوعية في عصرٍ يتسم بشكلٍ متزايد بالترابط والتبادل الثقافي، إذ تسعى هذه المبادرة إلى تضخيم أصوات الثقافات غير الغربية وتحدي السرد السائد وبناء مشهد ثقافي أكثر شمولًا ومتعدد الأقطاب. ويستكشف هذا المقال مبادرة بريكسفون ومدى قدرتها على إعادة تشكيل الحوار الثقافي العالمي وإعادة تعريف القوة الثقافية وتعزيز مشهد ثقافي أكثر تنوعًا وتمثيلًا.