في 28 أبريل 2025، شهدت أوروبا واحدًا من أكثر الانهيارات التكنولوجية إرباكًا في تاريخها الحديث. فقد أدّى فشل مفاجئ ومتسلسل في شبكة الكهرباء إلى انقطاع التيار الكهربائي في كافة أنحاء إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا وألمانيا وإيطاليا، ما أفضى إلى شلل في البنية التحتية الحيوية مثل أنظمة المترو والمطارات والمستشفيات والاتصالات. تكبّدت إسبانيا وحدها خسارة غير مسبوقة بلغت 15 جيجاواط في غضون خمس ثوانٍ فقط، وهو ما يعادل نحو 60% من احتياجاتها من الطاقة. وأُعلنت حالات الطوارئ، ورغم أن التعافي كان سريعًا نسبيًا في بعض المناطق، إلا أن الحادث كشف عن أوجه خلل منهجية في هيكل الطاقة في أوروبا، وهي أوجه خلل تتجاوز أصداؤها حدود القارة.
مثلت الانتخابات المحلية لولايتي ساكسونيا وتورينجيا (Saxony and Thuringia) الألمانيتين امتدادًا لخطوط توسع نفوذ التيارات المتشددة و-خصوصًا- اليمينية على الساحة الأوروبية، ما يمثل أبرز مظاهر طغيان القومية على الاتجاهات الليبرالية التي سادت القارة منذ سقوط جدار برلين وانتهاء الحرب الباردة، إذ سيكون لنتائج انتخابات هاتين الولايتين في حال امتدادهما لبقية ولايات البلاد آثار كبيرة على المشهدين السياسي والاقتصادي في ألمانيا، وخاصة على الائتلاف الحكام بقيادة المستشار أولاف شولتس، فيما يلي النتائج الرئيسية وآثارها المحتملة.