تشير التطورات الأخيرة في الإقليم إلى بروز ملامح ما يُسمّى بـ"الشرق الأوسط الجديد"، مدفوعة بجملة من العوامل المتسارعة. فمن جهة، أسهمت العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، وتراجع النفوذ الإيراني وشبكات وكلائه بعد حرب يونيو 2025، وانهيار النظام السوري، في إعادة رسم توازنات القوة. كما أوجدت مشاريع التطبيع والتعاون الاقتصادي، مثل مشروع "الممر الاقتصادي" الرابط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، ديناميات تكاملية جديدة تعزز من مكانة إسرائيل كلاعب مركزي في المعادلات الإقليمية. هذه المعطيات تطرح تصوراً لنظام إقليمي أكثر اندماجاً، يقوم على الشراكات الاقتصادية والانفتاح السياسي.