كتب بواسطة

يعكس حادث إطلاق النار على الناشط اليميني المحافظ تشارلي كيرك في 10 سبتمبر بجامعة وادي يوتا في مدينة أورِم – يوتا، أثناء مناظرة مخصّصة لأسئلة وأجوبة، حجم الانقسامات العميقة في المجتمع الأميركي ومشهدَه السياسي المضطرب. كما يجسّد هذا الحادث إحدى التداعيات الخطيرة لحالة الاستقطاب الحادّ التي تعصف بالولايات المتحدة، وما ترتّب عليها من تصاعد العنف السياسي.

 

ترسّخ الاستقطاب الأيديولوجي في الولايات المتحدة بعمق داخل المجتمع، فيما أفرزت السنوات الأخيرة مشهدًا سياسيًا أكثر انقسامًا حول توجهات السياسات الداخلية والخارجية للحكومة، بما في ذلك قضايا الضرائب والهجرة والمساعدات لأوكرانيا وحرب إسرائيل في غزة. فمنذ اندلاع الحرب في غزة، دأبت الحكومة الأميركية على تقديم دعم عسكري ومالي ودبلوماسي واسع لإسرائيل، كما استخدمت حق النقض (الفيتو) مرارًا لإجهاض قرارات مجلس الأمن الداعية إلى وقف إطلاق النار، وهو ما عمّق الفجوة بين توجهات السلطة الرسمية ومواقف الشارع، لا سيما بين صفوف الأجيال الشابة. وقد شهدت الجامعات الأميركية موجات واسعة من الاحتجاجات المناهضة للحرب الإسرائيلية في غزة والداعمة لفلسطين، قوبلت بعنف من قوات الشرطة واعتقالات وتهديدات بترحيل الطلاب الأجانب. وفي السياق ذاته، يُعدّ تشارلي كيرك من أبرز المؤيدين لإسرائيل وسياساتها في غزة، غير أنّه أثار شكوكًا حول الخروقات الأمنية الإسرائيلية وكيف تمكنت حركة حماس من اختراق منظومة الدفاع الإسرائيلية.

 

يشكّل تشارلي كيرك نموذجًا حيًّا لحالة الاستقطاب المتجذّرة في الولايات المتحدة، إذ مثّلت آراؤه المحافظة نقطة جذب لشرائح واسعة من المؤيدين، لكنها في الوقت نفسه كانت مصدرَ صدامٍ متكرر مع توجهات الحزب الديمقراطي. وقد أعاد حادث إطلاق النار عليه طرح تساؤلات حول ما إذا كان هذا العنف تعبيرًا عن الانقسام العميق الذي يعصف بالمجتمع الأميركي، وحول مدى ارتباط القضايا الجدلية مثل قضايا النوع الاجتماعي والهجرة وحرب غزة بتغذية موجات العنف السياسي المتزايد الناتج عن الاستقطاب الحاد داخل البلاد.

 

مع اقتراب الانتخابات البلدية وانتخابات التجديد النصفي للكونجرس، تثار تساؤلات حول ما إذا كان الحزب الجمهوري سيسعى إلى توظيف موجة العنف السياسي الناتجة عن الاستقطاب الحاد لتحقيق مكاسب انتخابية، في مقابل قدرة الحزب الديمقراطي على تجاوز انقساماته الداخلية واستثمار المخاوف العامة من النهج المتشدد الذي اتبعته إدارة ترامب في التعامل مع حادث اغتيال تشارلي كيرك.

الاغتيال كمنعطف مفصلي

برز تشارلي كيرك كأحد أبرز الوجوه داخل الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري، وكحليف مقرّب من الرئيس السابق دونالد ترامب وعائلته، حتى غدا يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره المتحدث العلني باسم أجندة لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا” (MAGA). وخلال الانتخابات الرئاسية لعام 2024، اضطلع بدور محوري في تعبئة الناخبين الجمهوريين الشباب، سعيًا لإعادة تشكيل الحزب عبر استقطاب الأجيال الجديدة. تركزت أنشطته على قضايا مثيرة للجدل مثل العِرق والنوع الاجتماعي والهجرة، فيما أسهمت مواقفه اليمينية الحازمة، سواء في المنابر العامة أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، في ترسيخ مكانته بين المحافظين، لكنها في المقابل استدعت انتقادات لاذعة من الديمقراطيين. وعلى الصعيد الخارجي، عبّر كيرك عن تأييد قوي لإسرائيل خلال حربها على غزة، ودافع علنًا عن سياساتها وإجراءاتها العسكرية.

 

جاء اغتيال تشارلي كيرك في سياقٍ تتصاعد فيه موجات العنف السياسي داخل الولايات المتحدة، حيث كان دونالد ترامب نفسه قد نجا من محاولتي اغتيال خلال عام 2024، ما أسهم في تأجيج مناخ من التوتر والاحتقان المتزايد. وفي أعقاب مقتل كيرك، وجّه ترامب وإدارته أصابع الاتهام إلى اليسار الراديكالي، متّهمين إياه بتأجيج الكراهية في الفضاء العام، ومتعهّدين باتخاذ إجراءات صارمة ضد منظمات الضغط اليسارية التي صُوِّرت على أنها شريكة في تصاعد أعمال العنف. في المقابل، رفضت الشخصيات البارزة في معسكر اليسار هذه الاتهامات، مشيرة إلى سجلّ ترامب نفسه في التحريض على العداء السياسي خلال ولايته الأولى، ومنددة بما اعتبرته حملة ممنهجة من اليمين لتصوير الليبراليين وكأنهم يحتفلون بمقتل كيرك.

 

يجسّد هذا الحادث العواقب الخطيرة للاستقطاب المتجذّر وتنامي خطاب “نحن في مواجهة هم” في الحياة السياسية الأميركية. فمثل هذا الخطاب يرسّخ مناخًا يُنظر فيه إلى الخصوم السياسيين لا بوصفهم منافسين، بل كتهديدات وجودية، الأمر الذي يُسهم في تطبيع العنف كوسيلة للتنافس السياسي. ومع تحوّل الانتماء الحزبي إلى عنصر مكوّن للهوية الاجتماعية، تتعمّق مشاعر الارتياب والعداء المتبادل، ما يخلق بيئة مهيأة لدورات متصاعدة من العنف. وفي هذا السياق، تُعدّ دعوات ترامب وأنصاره للانتقام من من يصفونهم بـ”اليسار الراديكالي” عاملًا إضافيًا من شأنه تأجيج الانقسام أكثر، وتعزيز احتمالات تجدّد الاضطرابات السياسية والاجتماعية في البلاد.

 

تمثّل مسيرة تشارلي كيرك نموذجًا مكثفًا يجسّد في آنٍ واحد جاذبية المشهد السياسي الأميركي الراهن ومخاطره الكامنة. فبصفته ناقدًا صريحًا للحزب الديمقراطي ومدافعًا قويًا عن أجندة ترامب، أصبح رمزًا لترسّخ الانقسامات الحزبية التي تداخلت فيها الأيديولوجيا مع الهوية، فبات الانتماء السياسي امتدادًا للانتماء الاجتماعي والثقافي. ولا يُعد اغتياله حادثًا معزولًا بقدر ما يعكس تصاعدًا أوسع في موجات العنف ذات الدوافع السياسية، والتي تهدّد بتقويض الاستقرار الاجتماعي داخل الولايات المتحدة وتكشف هشاشة التوازنات الديمقراطية أمام استقطاب غير مسبوق.

تحليل الاستقطاب السياسي

تتّسم الولايات المتحدة بانقسامات سياسية واجتماعية عميقة شكّلت وقودًا لاستقطاب متزايد داخل النخب السياسية وفي أوساط الرأي العام على حدٍّ سواء. فقد مثّل الاستقطاب بين الجمهوريين والديمقراطيين سمة راسخة في التاريخ الأميركي، غير أنّ حدّته بلغت مستويات غير مسبوقة خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب. اتّسمت تلك المرحلة بخطاب حادٍّ واستفزازي استهدف شخصيات ديمقراطية ووسائل الإعلام، ما أدّى إلى شللٍ تشريعي في الكونجرس، وبلغ ذروته مع إجراءات عزل الرئيس. وبعد انتخابات عام 2020، شكّل اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكونجرس الأميركي مثالًا صارخًا على الكيفية التي يمكن أن يدفع بها الاستقطاب المفرط نحو العنف وعدم الاستقرار السياسي.

 

أسهم هذا الاستقطاب المتصاعد في تعميق الفوارق بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، مما دفع الناخبين إلى الاصطفاف المتزايد خلف أحد الجانبين وفق الانتماء الأيديولوجي، وأدّى إلى تفكّك المجتمع الأميركي إلى معسكرات متناحرة تتنامى فيها الولاءات الحزبية وتترسخ ذهنية “نحن في مواجهة هم”. وفي ظل هذا المناخ، غدت الهوية الحزبية متداخلة على نحوٍ وثيق مع الهوية الاجتماعية، فباتت تؤثر في أنماط المشاركة الفردية في الحياة السياسية، وتشجّع على التعبير عن المواقف والاحتجاج ضد الخصوم بوسائل تتّسم بالعدائية، بل وبالعنف أحيانًا، بوصفه امتدادًا لصراع الهويات أكثر منه خلافًا في السياسات.

 

تشهد الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب تصاعدًا غير مسبوق في حدّة الاستقطاب داخل المجتمع الأميركي، ما أسهم في رفع منسوب العنف السياسي. ويُعد مقتل تشارلي كيرك، ومحاولتا اغتيال ترامب في عام 2024، إلى جانب حادث إطلاق النار الذي استهدف النائبة الديمقراطية في مجلس نواب مينيسوتا “ميليسا هورتمن” وزوجها، أمثلة دالة على تصاعد موجة العنف السياسي في مشهد أميركي شديد الانقسام. وقد فاقم الخطاب العدائي والتحريضي المنتشر في وسائل الإعلام الأميركية، ولا سيما عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب انتشار نظريات المؤامرة، من حدة هذا الانقسام، وأوجد ارتباطًا واضحًا بين تصاعد الاستقطاب وتزايد العنف السياسي. فمثل هذا الخطاب يُسهم في تطبيع السلوك العدواني، ويخلق مناخًا يُمنح فيه العنف شرعية ضمنية باعتباره ردًّا مبررًا على الخصوم السياسيين.

ما الذي ينتظر الولايات المتحدة؟

في خضم هذه التطورات، تتصاعد المخاوف من انعكاسات الاستقطاب المتفاقم وتصاعد العنف السياسي، اللذين برزا بوضوح في حادث اغتيال تشارلي كيرك، على مجريات الانتخابات البلدية وانتخابات التجديد النصفي المقبلة للكونجرس. وفي هذا السياق، تبرز أمام المشهد السياسي الأميركي سيناريوان محتملان يحددان ملامح المرحلة القادمة وتأثير هذه التحولات المتسارعة على بنية النظام السياسي ومستقبله.

 

يُرجَّح في ظل الاستقطاب السياسي الحاد أن يسعى الحزب الجمهوري إلى توظيف حادث اغتيال تشارلي كيرك كأداة لإعادة توجيه مسار انتخابات التجديد النصفي المقبلة، خاصة مع تراجع شعبية دونالد ترامب. فقد يُعاد تقديم الحادث بوصفه ليس مجرد خسارة شخصية، بل نقطة تحوّل تعبويّة توحّد صفوف الحزب وتستثير تعاطف القواعد المحافظة، مع تصوير مواقف اليسار وردود أفعاله كدليل على “التطرّف الليبرالي” وتهديد مباشر للقيم الأميركية. من شأن هذا التوظيف السياسي أن يعزّز سردية “نحن في مواجهة هم”، ويعمّق الشعور بالاستهداف داخل المعسكر الجمهوري، مقابل تنامي العداء تجاه الديمقراطيين، ما قد يؤدي إلى زيادة الإقبال على التصويت، خصوصًا بين فئة الشباب والناخبين المتأرجحين. وبهذا، يمكن للحزب وترامب توظيف حالة الاستقطاب القائمة لتعبئة القاعدة المحافظة والحفاظ على نفوذهم داخل مجلسي النواب والشيوخ. كما قد يركّز الحزب على إبراز الصداقة الوثيقة التي ربطت كيرك بنائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، الذي يُحتمل أن يلعب دورًا محوريًا في رأب الانقسام السياسي وحشد الشباب الجمهوري قبيل انتخابات التجديد النصفي عام 2026.

 

في المقابل، يتوقّع سيناريو آخر احتمال تراجع أداء الحزب الجمهوري في الانتخابات المقبلة عقب اغتيال تشارلي كيرك. فمحاولة دونالد ترامب توظيف الحادث في مناخٍ سياسي محتقن لتقويض حرية التعبير واستهداف خصومه السياسيين قد تنعكس سلبًا على نسب إقبال الناخبين لصالح المرشحين الجمهوريين. وقد يكون هذا التراجع مدفوعًا جزئيًا بتنامي المخاوف من تهديدات تمس جوهر الديمقراطية الأميركية. وتشير الأنماط التاريخية التي رافقت الولاية الأولى لترامب، ولا سيّما اعتماده خطابًا يصوّر خصومه ووسائل الإعلام الناقدة كتهديدات لتبرير تقييد حرية الصحافة، إلى احتمالٍ مرتفع لتكرار مثل هذه الممارسات في ضوء المؤشرات السياسية الراهنة. وقد تجسّد هذا الاتجاه مؤخرًا في واقعة إلغاء بث البرنامج الليلي الذي يقدّمه جيمي كيميل (Jimmy Kimmel)، عقب تعليقه على حادث اغتيال كيرك، إذ قال إن الجمهوريين “يستغلون موته لتحقيق مكاسب سياسية”، ما أثار جدلاً واسعًا حول حدود حرية التعبير في ظل المناخ السياسي المشحون.

 

إلى جانب القلق المتزايد لدى الأميركيين من الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة في ظل إدارة ترامب، يُرجَّح أن يميل التصويت في انتخابات التجديد النصفي والانتخابات البلدية المقبلة نحو المرشحين الديمقراطيين، خاصة مع تزايد التأييد الإيجابي للمرشحين الديمقراطيين لرئاسة البلديات بين صفوف الشباب. ويمكن للحزب الديمقراطي أن يستثمر هذه المعطيات لتعزيز موقعه الانتخابي وتحقيق مكاسب ملموسة في صناديق الاقتراع. ومع ذلك، يكشف تردّد القيادات التقليدية داخل الحزب في دعم المرشحين اليساريين التقدميين عن توتّر داخلي متصاعد حول الوجهة الأيديولوجية للحزب، بين تيارٍ يدفع باتجاه انتقال أوسع نحو اليسار الليبرالي، وآخر يسعى إلى الحفاظ على البنية المركزية التقليدية التي ميّزت الحزب لعقود.

 

في نيويورك سيتي، شكّل فوز المرشح الاشتراكي الديمقراطي “زهران ممداني” في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي تعبيرًا واضحًا عن حالة السخط الشعبي المتزايد تجاه الوضع القائم، وعن تزايد الطلب على سياسات تحويلية تتحدى هيمنة الجناح الوسطي الذي طالما سيطر على المشهدين المحلي والوطني. وبالمثل، أظهر دعم الاشتراكي الديمقراطي “عمرفاتح” للمرشح الديمقراطي الحالي “جاكوب فراي” في مينيابوليس ميلاً متناميًا داخل الحزب نحو التيار التقدمي. وسيعتمد مستقبل هذا الزخم على مدى استعداد الحزب الديمقراطي لاحتضان هذا التحوّل أو مقاومته؛ إذ سيؤثر ذلك بصورة مباشرة في حجم مشاركة الناخبين في انتخابات التجديد النصفي المقبلة، وقد يسهم في إعادة تشكيل المشهد السياسي الأميركي قبيل انتخابات الرئاسة لعام 2028. وفي الوقت نفسه، قد تمنح هذه الانقسامات الداخلية فرصة للحزب الجمهوري لتعبئة الناخبين المتأرجحين والساخطين على اتجاه الحزب الديمقراطي نحو اليسار، ما يجعل النتائج الانتخابية القادمة مرهونة إلى حدٍّ كبير بمآلات هذه التحولات داخل المعسكرين.

 

في الختام، يُعدّ اغتيال تشارلي كيرك مؤشرًا على تعمّق الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة، حيث بات العنف يُستخدم على نحوٍ متزايد كردٍّ مباشر على الصراع الأيديولوجي. ومع اقتراب البلاد من الانتخابات البلدية وانتخابات التجديد النصفي لعام 2026، يبدو أن هذا الحدث لن يقتصر تأثيره على تشكيل السرديات السياسية فحسب، بل قد يتحوّل إلى رمز تعبوي يستغله الحزب الجمهوري لتأجيج المخاوف من “التطرّف اليساري” وحشد القواعد المحافظة. وفي المقابل، تسعى إدارة ترامب إلى فرض قيود متزايدة على وسائل الإعلام والتعامل مع التحديات الاقتصادية، وهو ما قد يتيح للحزب الديمقراطي فرصة لاستقطاب الناخبين وتعزيز المشاركة الانتخابية. غير أن الانقسامات الداخلية بين قيادة الحزب الوسطية وجناحه التقدمي قد تُضعف قدرته على الظهور كبديل موحّد، وتحدّ من فاعليته في استثمار هذه اللحظة السياسية المعقدة.

المراجع

Abdo, Geneive. “How American Public Opinion on Palestine Shifted.” The Cairo Review of Global Affairs. (2024), Accessed September 24, 2025. https://www.thecairoreview.com/essays/how-american-public-opinion-on-palestine-shifted/

 

Al Jazeera Staff. “Who was Charlie Kirk? What we know about the shooting and the suspect.” Al Jazeera. September 12, 2025, Accessed September 24, 2025. https://www.aljazeera.com/news/2025/9/11/who-was-charlie-kirk-what-we-know-about-the-shooting-and-the-suspect

 

Arbatli, Ekim, and Dina Rosenberg. (2020). United We Stand, Divided We Rule: How Political Polarization Erodes Democracy. Democratization 28 (2): 285-307. doi:10.1080/13510347.2020.1818068.

 

Bose, Nandita, Tim Reid, and Nathan Layne. “Trump White House scrambles to save Kirk’s young voter machine after his death.” Reuters. September 21, 2025, Accessed September 24, 2025. https://www.reuters.com/world/us/trump-white-house-scrambles-save-kirks-young-voter-machine-after-his-death-2025-09-21/

 

Contreras, Russell, Kyle Stokes, and Melissa Santos. “Progressive upstarts shake up 2025 mayoral races.” Axios. July 26, 2025, Accessed September 24, 2025. https://www.axios.com/2025/07/26/progressive-upstarts-mamdani-mayoral-primary

 

“Free speech battle erupts in the US after Charlie Kirk’s killing.” Le Monde with AFP. September 19, 2025, Accessed September 22, 2025. https://www.lemonde.fr/en/international/article/2025/09/19/free-speech-battle-erupts-in-us-after-charlie-kirk-s-killing_6745539_4.html#

 

Gangitano, Alex. “Trump vows crackdown on ‘radical left’ after Kirk’s murder.” The Hill. September 20, 2025, Accessed September 22, 2025. https://thehill.com/homenews/administration/5512767-trump-administration-charlie-kirk-killing/

 

Gidengil, Elisabeth, Dietlind Stolle, and Oliver Bergeron‐Boutin. (2021). The partisan nature of support for democratic backsliding: A comparative perspective. European Journal of Political Research. 61. https://doi.org/10.1111/1475-6765.12502

 

Harb, Ali. “Generation gap: What student protests say about US politics, Israel support.” Al Jazeera. April 26, 2024, Accessed September 24, 2025. https://www.aljazeera.com/news/2024/4/26/generation-gap-what-student-protests-say-about-us-politics-israel-support

 

King, Jordan. “What Charlie Kirk Said About Israel.” Newsweek. September 19, 2025, Accessed September 24, 2025. https://www.newsweek.com/charlie-kirk-israel-gaza-benjamin-netanyahu-2132583

 

Kleinfeld, Rachel. “Polarization, Democracy, and Political Violence in the United States: What the Research Says.” Carnegie Endowment for International Peace. September 5, 2023, Accessed September 22, 2025. https://carnegieendowment.org/research/2023/09/polarization-democracy-and-political-violence-in-the-united-states-what-the-research-says?lang=en

 

Knell, Yolande. “US blocks UN call for Gaza ceasefire for sixth time.” BBC. September 19, 2025, Accessed September 24, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/ce3yj41083no

 

Lange, Jason. “Trump’s approval dips as Americans worry about economy, Reuters/Ipsos poll finds.” Reuters. September 23, 2025, Accessed September 24, 2025. https://www.reuters.com/world/us/trumps-approval-dips-americans-worry-about-economy-reutersipsos-poll-finds-2025-09-23/

 

Leingang, Rachel. “Charlie Kirk’s death raises fears of ‘beginning of a darker chapter’ for US violence.” The Guardian. September 14, 2025, Accessed September 24, 2025. https://www.theguardian.com/us-news/2025/sep/14/charlie-kirk-death-us-violence

 

Levine, Sam. “Trump blamed ‘radical left’ for Charlie Kirk’s death – even as shooter’s identity remains unknown.” The Guardian. September 11, 2025, Accessed September 22, 2025. https://www.theguardian.com/us-news/2025/sep/11/charlie-kirk-shooting-trump

 

Manchester, Julia. “Kirk killing mobilizes young conservatives ahead of midterms.” The Hill. September 17, 2025, Accessed September 22, 2025. https://thehill.com/homenews/campaign/5506158-conservative-youth-mobilize-after-kirk/

 

Mason, Jeff and Trevor Hunnicutt. “Charlie Kirk’s death ignites free speech fire storm among Trump supporters.” Reuters. September 21, 2025, Accessed September 22, 2025. https://www.reuters.com/business/media-telecom/charlie-kirks-death-ignites-free-speech-fire-storm-among-trump-supporters-2025-09-21/

 

Perliger, Arie. “‘This will not end here’: A scholar explains why Charlie Kirk’s killing could embolden political violence.” The Conversation. September 11, 2025, Accessed September 22, 2025. https://theconversation.com/this-will-not-end-here-a-scholar-explains-why-charlie-kirks-killing-could-embolden-political-violence-265060

 

Roarty, Alex. “Republican Campaigns Are Already Seeing Signs That Charlie Kirk’s Death Is Galvanizing the Youth Vote.” NOTUS. September 19, 2025, Accessed September 24, 2025. https://www.notus.org/2026-election/charlie-kirk-youth-voters-republicans

 

Saad Nardine, and Regan Morris. “ABC takes Jimmy Kimmel off air over Charlie Kirk comments.” BBC. September 18, 2025, Accessed September 22, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/c203n52x1y9o

 

Stelloh, Tim. “What we know about the case against the man accused of fatally shooting Charlie Kirk.” NBC News. September 17, 2025, Accessed September 22, 2025. https://www.nbcnews.com/news/us-news/murder-suspect-charlie-kirk-shooting-tyler-robinson-rcna231797

 

Walsh, Joe and Caitlin Yilek. “The crackdown on Charlie Kirk critics has ignited a free speech debate. Legal experts say it sets a dangerous precedent.” CBS News. September 18, 2025, Accessed September 22, 2025. https://www.cbsnews.com/news/trump-charlie-kirk-free-speech-first-amendment/

 

Wendling, Mike. “Minnesota assassination survivor and husband shot 17 times.” BBC. June 16, 2025, Accessed September 24, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/c7717mk1gk6o

تعليقات

أكتب تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *