كتب بواسطة

لم تعد الحروب تقتصر على الصواريخ والطائرات المسيّرة أو الجنود في ساحات القتال؛ فقد انتقل الصراع الحاسم تدريجيًا إلى فضاء الإشارات غير المرئية التي تُوجّه الطائرات بهدوء عبر السماء، والسفن عبر المضائق الضيقة، بل وتضبط إيقاع الأسواق المالية. وفي قلب هذا التنافس الجديد يقف النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS)، الذي عُدّ يومًا إنجازًا علميًا مبهرًا ومُنِح للعالم كمنفعة عامة مجانية، لكنه يتحول تدريجيًا إلى سلاح يسهل تعطيله بتكلفة زهيدة، ويصعب تتبّعه، وقادر على إحداث تداعيات تتجاوز ميدان القتال لتطال ساحات أشد اتساعًا.

 

لقد شكّل التشويش الأخير على طائرة رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" تذكيرًا صارخًا بأن مستويات القيادة العليا ليست بمنأى عن هذه الظاهرة. غير أن ما قد يبدو حوادث متفرقة في أوروبا إنما يندرج في الواقع ضمن نمط أوسع وأكثر تجذّرًا في الشرق الأوسط. ففي منطقة تتقاطع فيها أهم الممرات الاستراتيجية للطاقة عالميًا، لم يعد التدخل في أنظمة الملاحة حدثًا نادرًا أو استثنائيًا، بل بات سمة متكررة من سمات الصراع، بما يحمله من انعكاسات تمتد من الجاهزية العسكرية إلى الاستقرار الاقتصادي، وصولًا إلى الحياة اليومية لملايين البشر.

حرب الإشارات

لم يكن الحادث المرتبط بـ “أورسولا فون دير لاين” واقعة منفصلة، بل جزءًا من نمط متكرر. وقد وصفه البروفيسور “ماثيو سَسِكس” من الجامعة الوطنية الأسترالية بأنه “تصعيد” ضمن إطار الحرب الهجينة التي تنتهجها روسيا، والمصممة لإرهاب القادة والتأكيد على أن “لا أحد في مأمن”. فمنذ ضمّ شبه جزيرة القرم عام 2014، دأبت موسكو على استخدام أساليب التشويش والتضليل مستهدفة الجناح الشرقي لحلف الناتو، إلى جانب شركات الطيران المدنية وحتى حركة الشحن التجاري في بحر البلطيق.

 

يكشف هذا الحدث تحديدًا مدى خطورة تعطيل نظام الـGPS، إذ إن التشويش على هذا النظام، خلافًا للصواريخ أو الطائرات المسيّرة، يعمل تحت عتبة الحرب المفتوحة. إنه يثير البلبلة ويزرع الارتباك من دون أن يفعّل المادة الخامسة في ميثاق حلف الناتو — نصّ الدفاع المتبادل الذي يعتبر أي اعتداء على عضو منه اعتداءً على الجميع — ولا يدعو بالضرورة إلى ردّ فوري. وبذلك يصبح التدخّل في الملاحة عبر الـGPS  أداة هجينة مثالية: رخيص التكلفة، ويسهل إنكارها، وقادرة على إحداث اضطراب واسع النطاق.

 

ما بدأ كقلق أوروبي آخذ اليوم في التمدد إلى دول الشرق الأوسط، حيث تتضاعف التداعيات بفعل الجغرافيا والاعتبارات الجيوسياسية. فالأدوات ذاتها التي استُخدمت لتعطيل حلف الناتو بدأت بالظهور في منطقة تتحكم بأهم الممرات الملاحية وخطوط الطاقة العالمية. لقد لجأت إيران وإسرائيل وحلفاؤهما إلى أساليب التشويش والتضليل في أنظمة الـGPS، ليس فقط في محيط المواقع العسكرية، بل أيضًا عبر مجالات مدنية كاملة، في إشارة إلى اتساع نطاق هذا السلاح غير المرئي ليمتد إلى واحدة من أكثر مناطق العالم هشاشة على المستوى الاستراتيجي.

 

على الصعيد العسكري، نشرت إيران أنظمة أرضية مثل فجر ونصر عبر الخليج العربي للتشويش على طائرات الاستطلاع الأميركية، بما في ذلك طائرات RC-135 والطائرات المسيّرة MQ-9. وفي المقابل، لجأت إسرائيل إلى أدواتها الخاصة للتشويش على أنظمة التوجيه في الصواريخ الإيرانية. وتكشف هذه التحركات مجتمعة عن صراع رقمي محتدم، باتت فيه فاعلية الأسلحة الحديثة مرتبطة على نحو متزايد بقدرة الأطراف على التحكم في إشارات الـGPS  أو حرمان خصومهم من الوصول إليها.

 

لم تسلم الحياة المدنية بدورها من هذه التداعيات؛ ففي العاصمة الإيرانية طهران، أفاد سائقون بأن تطبيقات الملاحة على هواتفهم وضعتهم على بُعد مئات الكيلومترات عن مواقعهم الحقيقية عقب الضربات الإسرائيلية. وقد شهدت منصات مثل Snapp  وNeshan  تراجعًا في نشاط الملاحة بنسبة وصلت إلى 20%، الأمر الذي جعل السائقين عاجزين عن العمل وأدى حتى إلى تأخير خدمات الطوارئ.

 

تتجاوز المخاطر بكثير سائقي خدمات التوصيل؛ إذ إن الطيران المدني، والتجارة البحرية، بل وحتى التنقل اليومي باتت تعتمد إلى حدّ بالغ على نظام الـGPS، بحيث يمكن لأي تعطيل في قطاع واحد أن يمتد تأثيره المزعزع إلى قطاعات أخرى. فعلى سبيل المثال، تكاد جميع الطائرات المدنية تستخدم الـGPS  في توجيه مساراتها ومناورات الهبوط، وهو ما يمثل ثغرة يسهل استغلالها بتكلفة ضئيلة. وكما يشير البروفيسور “سام دريك” من جامعة فليندرز، فإن “عملية التشويش بالغة السهولة، ولا تتطلب سوى معدات لا تتجاوز قيمتها بضع مئات من الدولارات”. ورغم أن طائرة “أورسولا فون دير لاين” استطاعت الهبوط بسلام بعد تعرضها للتشويش في بلغاريا، يحذر الخبراء من أن التضليل — وهو شكل أكثر تطورًا من التلاعب — قد يضلل الطيارين بشأن مواقعهم الحقيقية من دون إطلاق أي إنذارات، الأمر الذي يضاعف بدرجة خطيرة من المخاطر المحدقة بسلامة الركاب.

 

تعتمد ناقلات النفط وسفن الحاويات والأساطيل البحرية، وهي تعبر الممرات المزدحمة مثل مضيق هرمز، على نظام الـGPS لتحديد المواقع وضمان المرور الآمن. وخلال الحرب الإسرائيلية–الإيرانية التي استمرت اثني عشر يومًا، أدّى التشويش المستمر إلى اضطرار العديد من السفن لتقييد حركتها في ساعات النهار فقط، ما خفّض حركة الملاحة بنحو 20% وأخّر إمدادات النفط العالمية.

 

وبالنظر إلى هذه الاضطرابات مجتمعة، يتضح أن الهجمات على أنظمة الملاحة نادرًا ما تبقى محصورة في المجالات العسكرية؛ إذ سرعان ما يتحول ما يبدأ كمعركة خفية في السماء أو البحر إلى أزمة تؤثر في الحياة اليومية، وتفرض ضغوطًا على البنى التحتية الحيوية، وتهز استقرار المجتمعات بأسرها.

 

تتضاعف خطورة هذه الهشاشة بفعل حقيقة أن نظام الـGPS، إلى جانب دوره في توجيه الطائرات والسفن، أصبح بهدوء بمثابة نبض الاقتصادات الحديثة؛ فهو يدعم النظام المالي عبر تثبيت الطوابع الزمنية للمعاملات في الأسواق العالمية، ويحافظ على تزامن شبكات الاتصالات المتنقلة بحيث لا تنزلق المكالمات والبيانات إلى فوضى عارمة، كما يتيح لمحطات توليد الكهرباء ومحطات التحويل العمل بانسجام تام عبر شبكات طاقة مترامية الأطراف. وحتى خدمات الطوارئ، من سيارات الإسعاف إلى وحدات الإطفاء، باتت تعتمد على بيانات دقيقة من الـGPS  لتنسيق استجابتها بكفاءة وفعالية.

 

إن حجم الاعتماد على نظام الـGPS  يجعل أي اضطراب فيه مصدر قلق بالغ. فإذا كان هذا الخلل ممكن الحدوث في بيئات تخضع لرقابة صارمة وإجراءات أمنية مشددة، فإن مواطن الضعف تبدو أشد خطورة في الشرق الأوسط، حيث تتكرر الصراعات وتكون آليات الرقابة أضعف نسبيًا.

تشويش يهز الشرق الاوسط

تُكسب الخصوصية الجيوسياسية للشرق الأوسط هذه المنطقة قابلية مفرطة للتأثر بالاضطرابات التي قد تصيب نظام الـ GPS. ويتجسّد هذا الخطر بصورة أوضح في مضيق هرمز، ذلك الممر المائي الضيق الذي لا يتجاوز عرضه 34 كيلومترًا، ويشكّل شريانًا حيويًا يعبر من خلاله ما يقارب خُمس إمدادات النفط العالمية. وقد أدّت الاضطرابات الأخيرة بالفعل إلى تراجع حركة الشحن في المضيق بنسبة تقارب 20%، الأمر الذي أجبر السفن على الانتظار قبالة السواحل، وأسهم في دفع تكاليف النقل البحري على المستوى العالمي إلى الارتفاع.

 

إذا ما تحوّلت مثل هذه الاضطرابات إلى وضع اعتيادي، فإن تداعياتها قد تشبه أزمات النفط في سبعينيات القرن الماضي، ولكن بصيغة عصرية مختلفة. فبدلًا من الحظر النفطي أو إغلاق الممرات، قد تُوجَّه السفن خلسة بعيدًا عن مساراتها، وتتأخر شحنات النفط الحيوية، وتقفز أسعار التأمين إلى مستويات غير مسبوقة — وكل ذلك من دون إطلاق صاروخ واحد، حيث باتت إشارة غير مرئية قادرة على إحداث الضرر نفسه الذي كان لا يتحقق إلا عبر الحرب المباشرة.

 

وعلاوة على ذلك، فإن المشكلة لا تقتصر على الخليج العربي وحده، بل تمتد أيضًا إلى الأزمة المستمرة في البحر الأحمر، التي تبرز الخطر المتزايد المتمثل في احتمال توسّع أدوات الفاعلين من غير الدول إلى ما يتجاوز الطائرات المسيّرة والصواريخ. فقد أثبتت جماعات مثل الحوثيين قدرتها على إحداث صدمات اقتصادية عالمية، إذ أدى استهدافهم لحركة الملاحة في باب المندب إلى خفض عائدات قناة السويس بمقدار 3.9 مليار دولار، وتراجع حركة العبور عبر القناة بمقدار الثلثين. وإذا كان بالإمكان تحقيق هذا المستوى من الاضطراب باستخدام الطائرات المسيّرة فحسب، فإن احتمالات إضافة التشويش على أنظمة الـGPS تكتسب أبعادًا أخطر وتصبح أكثر إثارة للقلق.

 

هناك أجهزة تشويش تجارية محمولة تُشترى عبر الإنترنت بمبالغ لا تتجاوز بضع مئات من الدولارات

نظرًا لأن هجمات تعطيل نظام الـGPS رخيصة وقابلة للحمل ومتاحة بشكل متزايد، فإنها تشكل تهديدًا متناميًا للممرّات الحيوية. فثمة أجهزة تشويش تجارية تُباع عبر الإنترنت بمبالغ لا تتجاوز بضع مئات من الدولارات، في حين تتوفر أجهزة تشويش عسكرية متقدمة عبر الدول الراعية. وفي مثل هذه الممرّات البحرية المزدحمة، حيث تعتمد السفن اعتمادًا شديدًا على الـGPS للحفاظ على تدفقات ملاحية محكمة، قد يتسبب أي تدخّل محدود في إشعال الفوضى: فقد يضع السفن في مواقع خاطئة على الخرائط الرقمية، ويؤخّر القوافل، أو يفضي إلى اصطدامات.

 

يمثل هذا الاحتمال تطورًا خطيرًا في فن الحرب غير المتكافئة، حيث يمكن للفاعلين من غير الدول استخدام تعطيل الـGPS لممارسة نفوذ على سلاسل الإمداد العالمية مع مخاطر سياسية أقل من تلك المرتبطة بالضربات الصاروخية، إذ يصعب إثبات هذه التدخّلات وغالبًا ما تعمل تحت عتبة الردّ العسكري التقليدي. وقد توظف جماعة الحوثي أو حزب الله أو جماعات أخرى مدعومة من إيران مثل هذه الأساليب لتوسيع نفوذها إلى ما هو أبعد بكثير من مدى سيطرتها الإقليمية، فتصير ممرّات حيوية كَمضيق هرمز أو باب المندب بمثابة رهائن تُمسك بهم تعطيلات غير مرئية.

 

ومن المؤسف إذًا أن معظم دول الشرق الأوسط ما تزال تعتمد اعتمادًا شبه كلي على نظام الـGPS، اعتمادٌ يُعمّق من هشاشة المنطقة ويزيد من تعرضها للمخاطر. وقد طرحت بعض الدول، وعلى رأسها إيران، فكرة الانتقال إلى نظام “بيدو-BeiDou  ” الصيني، غير أن خبراء بارزين يؤكدون أن مثل هذا التحوّل يستلزم “تعديلات بنيوية شاملة ومكلفة” تبعد كثيرًا عن سقف التنفيذ العملي في الوقت الراهن. وحتى إشعارٍ آخر، تظلّ المنطقة أسيرة تبعية الـGPS، وعلى بُعد إشارةٍ مشوَّشة واحدة فقط من شللٍ قد يضربها.

 

وإضافةً إلى طبقة جيوسياسية جديدة في ميدان صراع الـGPS، تحوّل القوى الكبرى هشاشة هذا النظام إلى أدوات نفوذ تستغلّها لتعزيز مصالحها وتوسيع نطاق تأثيرها. فقد انخرطت روسيا والصين بفعالية في الترويج لأنظمة الملاحة الفضائية التي تمتلكانها، (جلوناس (GLONASS- و(بيدو (BeiDou-، كبديلٍ للنظام الأميركي GPS.

 

بالتالي، فإن احتمال توجه إيران نحو نظام “بيدو الصيني” يعكس مدى تداخُل الجيوسياسة مع التكنولوجيا، إذ تُقَرِّب هذه الخطوة بنيتها الرقمية من بكين وتُرسِّخ محاور استراتيجية تنأى بها عن الغرب. والخطر هنا يتمثّل في انزلاق العالم نحو «انقسام ملاحي» تُجبر بموجبه دول الشرق الأوسط ومناطق النزاع الأخرى على الاصطفاف بين الأنظمة الغربية والشرقية. ولن يقتصر تأثير هذا الانقسام على تعقيد آليات التعاون الدولي فحسب، بل سيعمّق الشروخ الجيوسياسية القائمة في وقت يغلب عليه الهشاشة على الأمن والاستقرار الدوليين.

 

في ضوء ذلك، سيتحدد شكل الحرب الهجينة بدرجة كبيرة بحسب الدول القادرة على السيطرة على بدائل الملاحة ومدى قدرتها على استقطاب دول أخرى إلى مدارات نفوذها. والدول التي تقصّر في الاستثمار الآن في بدائلٍ للـGPS تمتاز بالمرونة ومقاومة التشويش ستجد نفسها مُهَمَّشة داخل منظومة عالمية منقسمة، محرومة من أدوات الفعل الاستراتيجي اللازمة لحماية أمنها العسكري والاقتصادي.

 

ختامًا، إذا صار تعطيل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) جزءًا اعتياديًا من المشهد الدولي، فليس من الصعب تصوّر عالم تمتدّ فيه تداعيات ذلك إلى كل ميدان — سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا واجتماعيًا. ومع مرور الوقت قد تُجبر الدول على الاختيار بين أنظمة ملاحة متنافسة، وتربط مصائرها الاقتصادية بمراكز القوة التي تسيطر على هذه الأنظمة. وفي هذا السياق الناشئ، تتحوّل الملاحة إلى مورد استراتيجي يوازي نفطَ القرن الحادي والعشرين: بنية تحتية حيوية غير مرئية، لكن تعطيلها يهدّد الأمن الدولي واستقرار الاقتصاد العالمي على حدّ سواء.

المراجع

Defense News Army 2025. “Breaking News: Iran Deploys Electronic Warfare Systems in Persian Gulf and Strait of Hormuz to Disrupt U.S. Stealth Aircraft.” Armyrecognition.com, 2025. https://armyrecognition.com/news/army-news/2025/breaking-news-iran-deploys-electronic-warfare-systems-in-persian-gulf-and-strait-of-hormuz-to-disrupt-u-s-stealth-aircraft?utm_source=chatgpt.com

24, France. “Iranians Struggle with GPS Disruption after Israel War.” France 24. FRANCE 24, August 17, 2025. https://www.france24.com/en/live-news/20250817-iranians-struggle-with-gps-disruption-after-israel-war

Combs, Cody. “Increased GPS Jamming Sparks Interest in Alternative Navigation Technology.” The National, July 2025. https://www.thenationalnews.com/future/technology/2025/07/02/inaccurate-gps-jamming-iran/

EIA. “Amid Regional Conflict, the Strait of Hormuz Remains Critical Oil Chokepoint – U.S. Energy Information Administration (EIA).” Eia.gov, 2024. https://www.eia.gov/todayinenergy/detail.php?id=65504

“Global Navigation Satellite System GNSS Radio Frequency Interference Global Navigation Satellite System GNSS Radio Frequency Interference Safety Risk Assessment,” September 4, 2024. https://www.iata.org/contentassets/c8e90fe690ce4047a8edfa97f4824890/iata_safety_risk_assessment_gnss_interference.pdf?utm_source=chatgpt.com

LaRocco, Lori Ann. “Strait of Hormuz GPS Jamming Remains Major Security Issue, Tanker CEO Says.” CNBC, June 24, 2025. https://www.cnbc.com/2025/06/24/strait-of-hormuz-gps-jamming-major-security-issue-tanker-ceo.html

Mahle, Melissa B. “GPS Jamming during Israel-Iran War Demonstrates Risks to Civilian Operations.” Steptoe, 2025. https://www.steptoe.com/en/news-publications/stepwise-risk-outlook/gps-jamming-during-israel-iran-war-demonstrates-risks-to-civilian-operations.html

Samir, Samar. “Egypt’s Suez Canal Revenues Go down by 61% to $3.9 Billion in 2024 due to Red Sea Tensions.” EgyptToday, April 17, 2025. https://www.egypttoday.com/Article/3/139635/Egypt%E2%80%99s-Suez-Canal-revenues-go-down-by-61-to-3

Wiseman, Lewis. “GPS Jamming Attack on Ursula von Der Leyen’s Plane Marks ‘Escalation’ in Russia’s Hybrid Warfare Tactics.” Abc.net.au. ABC News, September 2, 2025. https://www.abc.net.au/news/2025-09-02/gps-jamming-attack-russian-hybrid-warfare-tactic/105724262

تعليقات

أكتب تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *