قوة الكلمة: كيف أعادت الإمارات تعريف الوساطة الدولية؟
البرامج البحثية

قوة الكلمة: كيف أعادت الإمارات تعريف الوساطة الدولية؟

شهد القرن الحادي والعشرون عودة الوساطة كأداة محورية لحل النزاعات الدولية، ويرجع هذا الظهور إلى التعقيدات التي فرضتها الصراعات المعاصرة، و توسع نطاق التهديدات لتتخطي الشكل التقليدي للنزاعات الإقليمية، والحروب الأهلية، والأزمات السياسية، فقد شهد العالم تزايد التهديدات الأمنية غير التقليدية لتشمل قضايا جديدة على رأسها تغير المناخ، والأمن السيبراني، والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.   وسبق أن تقدمت دول مختلفة للعب أدوار مهمة في هذا المجال، مستفيدة من فطنتها الدبلوماسية ونفوذها السياسي ومواردها الاقتصادية لتسهيل الحوار ووقف التصعيد، ومن بين أبرز الوسطاء، النرويج التي أثبتت باستمرار التزامها تجاه قضايا بناء السلام من خلال مشاركتها الفعالة في حلحلة العديد من الصراعات، من سريلانكا إلى كولومبيا إلى تسهيلها لاتفاقيات أوسلو ليجسد قدرتها على تعزيز الحوار بين خصوم يبدو أنه لا يمكن التوفيق بينهم.   كما قدمت فنلندا، المشهورة بنهجها المتعدد الأطراف، وتأكيدها على بناء الإجماع عدة مبادرات أبرزها مجموعة أصدقاء الوساطة في سبتمبر 2010، والتي لعبت دورًا رئيسيًا في عمليات بناء السلام في القرن الأفريقي، كما وفرت سويسرا، مستفيدة من تقاليدها الطويلة الأمد المتمثلة في الحياد، مكانًا آمنًا ومحايدًا لعدد لا يحصى من محادثات السلام والمفاوضات، مما عزز بيئة مواتية للتسوية والحل.   ووسط كل هذا الزخم شهدت العشرية الأخيرة ظهور جهات فاعلة غير غربية في مجال الوساطة. وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة كلاعب مهم في الشرق الأوسط وخارجه. فمنذ تأسيسها، التزمت دولة الإمارات بنهج يجمع بين القيم العربية التقليدية والممارسات الدبلوماسية الحديثة للتعامل مع التعقيدات الثقافية للصراعات الإقليمية، كما تبنت سياسة تعزيز السلام والأمن والاستقرار في منطقتها والعالم، وتجلى هذا الالتزام في مبادراتها العديدة التي ساهمت في تهدئة الصراعات والأزمات، وأبرزها التوسط في الصراع الدائر في اليمن، والتوفيق بين الهند وباكستان، دورها المحوري في اتفاق السلام التاريخي بين إثيوبيا وإريتريا في عام 2018، وتسهيلها لعمليات تبادل أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والوساطة بين روسيا والولايات المتحدة، كما نشطت في الساحة متعددة الأطراف من خلال استضافتها لمؤتمر المناخ "كوب 28" في دبي.   ومع الرغم من ذلك، فإن طريق الوساطة لا يخلو من التحديدات. فالتعقيدات المتأصلة في العديد من الصراعات الإقليمية، والمصالح المتضاربة للأطراف المعنية، والحاجة إلى تحقيق التوازن بين جهود الوساطة والمصالح الوطنية، كلها عوامل يمكن أن تعيق تحقيق حلول مستدامة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحفاظ على الحياد في المواقف المستقطبة، ومحدودية النفوذ على الجهات الفاعلة من غير الدول، والقيود المحتملة على القدرات، كلها تحديات يجب على دولة الإمارات التغلب عليها لضمان استمرار نجاح جهودها في الوساطة. لذا يسعي هذا التحليل إلى استعراض دور دولة الإمارات كوسيط دولي صاعد، مع التركيز على العوامل التي مكنتها من الصعود، والاستراتيجيات التي تستخدمها، وتأثيراتها على الصراعات الإقليمية والدولية.
الهجوم المتوقع: انعكاسات التصعيد الإيراني الإسرائيلي على المنطقة
البرامج البحثية

الهجوم المتوقع: انعكاسات التصعيد الإيراني الإسرائيلي على المنطقة

شنت القوة الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني هجوماً مباشراً لأول مرة على إسرائيل في عملية أطلق عليها "الوعد الصادق" مستهدفة إسرائيل لأول مرة من الأراضي الإيرانية، حيث أمطرت المدن الإسرائيلية بوابل من الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية في وقت متأخر من يوم السبت 13 أبريل 2024، وسبق أن توعدت إيران بالرد على الاستهداف الإسرائيلي الذي طال قنصليتها في دمشق وأسفر عن مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري بينهم أثنين من أهم قيادته في الأول من أبريل، ويأتي ذلك التصعيد المحسوب في إطار دفاع إيران عن سيادتها ومصالحها القومية وتعزيز أمنها الإقليمي في المنطقة، ويركز العالم أنظاره الآن على الضربة التي وجهتها إيران لإسرائيل حجمها، ونوعيتها، وانعكاساتها على المنطقة.   ويمثل الهجوم الإيراني على الأراضي الإسرائيلية تصعيدًا جديدًا بين البلدين، حيث حول الهجوم الصراع بينهما من الظل إلى العلن، وفي هذا السياق سيعتمد الرد الإسرائيلي على ثلاثة عوامل أولها ما إذا كان وكلاء إيران، بما في ذلك الحوثيين وحزب الله، سينضمون إلى القتال؛ وثانيها ما إذا كانت هناك خسائر في صفوف إسرائيل – أو ما إذا كانت أنظمتها الدفاعية، إلى جانب الدعم الأمريكي، تمنع وقوع أضرار جسيمة؛ وثالثها الطريقة التي تختار بها إسرائيل الرد.   لذلك يسعي هذا التحليل إلى توضيح انعكاسات الهجوم وآثاره الاقتصادية على إطراف الصراع.
بروتوكول هانيبال: هل تحرق إسرائيل ورقة الأسرى؟
البرامج البحثية
18 أكتوبر 2023

بروتوكول هانيبال: هل تحرق إسرائيل ورقة الأسرى؟

قررت حكومة الطوارئ في إسرائيل إعلان الحرب والتجهيز لشن غزواً بريًا وشيكاً واسع النطاق على قطاع غزة، رداً على الاجتياح الذي نفذته الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023 والذي استهدف أكثر من 20 منطقة واقعة في غلاف غزة وإعلانها عن أسر "عشرات" الجنود والضباط الإسرائيليين موزعين على محاور قطاع غزة في أماكن آمنة، حيث تعد أزمة الأسرى هي الأشد وطأة في تاريخ المواجهات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.   ومع إعلان المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن قصف الإسرائيلي للقطاع، أدى إلى مقتل ثلاثة عشر أسيرا إسرائيليا. كما هدد بإعدام باقي الأسرى الإسرائيليين، حالة مواصلة الاحتلال استهداف المدنيين في القطاع. عاد الحديث عن تطبيق بروتوكول هانيبال في أوساط الجيش الإسرائيلي لحلحلة أزمة الأسري. في حين تتعالي عدة أصوات في الآونة الأخيرة من إعلاميين، وسياسيين، وعائلات الأسرى، علاوة على عسكريين متقاعدين، لمطالبة حكومة نتنياهو، بوضع ملف الأسرى في صدارة أولوياتها، وإبرام صفقة مع المقاومة الفلسطينية لمبادلتهم بدلاً من شن هجوم بري الأمر الذي يشكل ضغطا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويحد من خياراته بشأن اجتياح غزة بقصد إعادة احتلالها، أو خوض حرب مفتوحة وشاملة ضدها أو الانتظار لفترة أطول، حتى تضعف حماس بشدة بسبب الضربات الجوية، لتصبح أكثر استعدادا للتوصل إلى اتفاق؟، ومع ضغوط الرأي العام في إسرائيل حول فرص بقاء هؤلاء الرهائن على قيد الحياة أثناء القصف، واستغلال الفصائل للأسرى كورقة للضغط على الجانب الإسرائيلي، لذا يسعي هذا التحليل إلى توضيح تأثير الهجوم البري الموسع في غزة على موقف الفصائل حيال ورقة الأسرى.
العناصر الأرضية النادرة: استخدامات الاكتشافات الجديدة وآثارها
البرامج البحثية
15 فبراير 2023

العناصر الأرضية النادرة: استخدامات الاكتشافات الجديدة وآثارها

العناصر الأرضية النادرة عبارة عن مجموعة من 17 عنصرًا ضروريًا لإنتاج نطاق واسع من المنتجات ذات التقنية العالية. ومن المفارقة، أن تلك العناصر الأرضية النادرة ليست "نادرة"، بل تتوافر بكثرة في جميع أنحاء العالم، ولكن إن توافرت، توجد في تركيزات منخفضة لدرجة لا يمكن استخراجها. وعلاوة على ذلك، في حال وجودها في تركيزات أعلى، يتعين فصلها عن العناصر الأخرى، وهي عملية مكلفة بيئيًا وماليًا.