شهدت الحرب الرّوسيّة-الأوكرانيّة منعطفًا استراتيجيًّا مهمًّا في أكتوبر 2025، حين منح الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقةً استثنائيّةً لتزويد أوكرانيا بمعلوماتٍ استخباراتيّةٍ عالية الحساسيّة. تُمَكِّنُ هذه المعلومات كييف من استهداف البنية التّحتيّة الحيويّة داخل العمق الرّوسي، وتحديدًا منشآت الطّاقة. وتزامن هذا التّطوّر مع دراسة الإدارة الأمريكيّة إمكانيّة تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" (Tomahawk) بعيدة المدى، الّتي يصل مداها إلى 2,500 كيلومتر، وتمتلك القدرة على ضرب ما يزيد عن 1,900 هدفٍ عسكريٍّ ومنشأةٍ حيويّةٍ روسيّةٍ. وبالتّوازي مع ذلك، حثّت واشنطن حلفاءها في منظّمة حلف شمال الأطلسي (النّاتو) على اعتماد سياساتٍ مماثلةٍ داعمةٍ لكييف. ويهدف ترامب، عبر هذه الخطوات، إلى استنزاف موارد روسيا وتقويض قدرتها على تمويل الحرب، وهو ما يمثّل تمهيدًا لفرض تسويةٍ سياسيّةٍ جديدةٍ تضمن مصالح واشنطن وحلفائها.
ورغم أنّ الولايات المتّحدة واصلت تقديم دعمٍ استخباراتيٍّ منتظمٍ لأوكرانيا منذ اندلاع النّزاع، إلّا أنّ إشارة الرّئيس ترامب إلى تصعيد مستوى ونوعيّة المعلومات المقدّمة تعكس تحوّلًا في الاستراتيجيّة الأمريكيّة. ويكتسب هذا القرار أهمّيّةً خاصّةً كون ترامب قد تعهّد، منذ تنصيبه لولايةٍ رئاسيّةٍ ثانيةٍ، بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وبذلك، يثير هذا التّصعيد تساؤلاتٍ جوهريّةً حول مدى انسجام هذا القرار مع طموح الرّئيس الأمريكي المعلن في التّوسّط لإبرام اتّفاق سلامٍ بين موسكو وكييف، وكيفيّة انعكاس ذلك على موقفي الطّرفين الرّوسي والأوكراني في الميدان ومسار المفاوضات.
عقد الرّئيس دونالد ترامب، في الخامس عشر والثّامن عشر من أغسطس 2025، اجتماعين ثنائيّين مع نظيريه الرّوسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في إطار مساعيه للتّوصّل إلى وقفٍ لإطلاق النّار واتّفاق سلامٍ طويل الأمد. غير أنّ محادثات السّلام بدت وكأنّها قد دخلت مرحلة الجمود، إذ يتمسّك كلٌّ من موسكو وكييف بمطالب متعارضةٍ تُعَدُّ شروطًا أساسيّةً لا يمكن تجاوزها للدّخول في مفاوضاتٍ جديّةٍ.
سعى ترامب منذ تولّيه الرّئاسة للتّوسّط لعقد اتّفاق سلامٍ بين البلدين، حيث التقى بشكلٍ مباشرٍ مع كلٍّ من بوتين وزيلينسكي لاستكشاف فرص تشكيل أرضيّةٍ مشتركةٍ توافقيّةٍ. لكنّ الجمود الّذي أصاب مسار السّلام دفع ترامب إلى انتهاج استراتيجيّةٍ جديدةٍ تضعف من قدرة روسيا على تعزيز وجودها العسكري ميدانيًّا، من خلال تركيز الضّغوط على مصادر تمويل العمليّات العسكريّة الرّوسيّة، وفي مقدّمتها قطاع الطّاقة.
اعتمد الرّئيس ترامب، في هذه المرحلة، سياسةً تصعيديّةً مركّزةً، تمثّلت أوّلًا في تصريحٍ مفاجئٍ حول قدرة كييف على استعادة كامل الأراضي الّتي استولت عليها موسكو، في تحوّلٍ جوهريٍّ عن تصريحاته السّابقة الّتي اعتبرت قبول أوكرانيا بخسارة أراضٍ ضرورةً محتملةً لإنهاء الحرب. وثانيًا، عبر موافقته الرّسميّة على تزويد أوكرانيا بمعلوماتٍ استخباراتيّةٍ أمريكيّةٍ بالغة الدّقّة لمساعدتها في تنفيذ هجماتٍ مركّزةٍ وعميقةٍ ضدّ البنية التّحتيّة للطّاقة الرّوسيّة. وثالثًا، يكمن التّحوّل في دراسة الإدارة الأمريكيّة خيار تزويد كييف بصواريخ كروز من نوع “توماهوك” (Tomahawk) بعيدة المدى، بما يمنحها قدرةً نوعيّةً على استهداف المرافق الحيويّة داخل العمق الرّوسي.
ورغم أنّ الولايات المتّحدة ظلّت تقدّم دعمًا استخباراتيًّا متواصلًا لأوكرانيا منذ بداية الحرب، إلّا أنّ هذه الخطوة تمثّل تحوّلًا نوعيًّا، إذ تُعَدُّ المرّة الأولى الّتي تتّسع فيها دائرة الدّعم لتشمل إلحاق أضرارٍ استراتيجيّةٍ بمصافي الطّاقة (energy refineries) الرّوسيّة في عمق الأراضي الرّوسيّة. ويعتقد ترامب أنّ تكبيد موسكو خسائر متزايدةً في قطاع الطّاقة، بالإضافة إلى الأعباء الاقتصاديّة المتفاقمة نتيجة الإنفاق المكثّف على المجهود الحربي، قد يدفع الرّئيس بوتين للعودة إلى طاولة التّفاوض تحت ضغوطٍ واقعيّةٍ غير قابلةٍ للتّجاهل.
وتبرز أهمّيّة صواريخ “توماهوك” (Tomahawk) في هذا السّياق، نظرًا لقدرتها على استهداف 1,945 هدفًا عسكريًّا روسيًّا ضمن مداها البالغ 2,500 كيلومتر، تشمل 76 قاعدةً جوّيّةً، إضافةً إلى طرازاتٍ أخرى يصل مداها إلى 1,600 كيلومتر قادرةٍ على ضرب 1,655 هدفًا من ضمنها 67 قاعدةً جوّيّةً. ويمكن لهذه الصّواريخ أن تصيب منشآت الطّاقة الرّئيسيّة، كمصافي النّفط، وخطوط الأنابيب، ومحطّات إنتاج الكهرباء، ممّا يتسبّب في تقويض قدرة روسيا على تمويل احتياجات الحرب، وزيادة الضّغط على اقتصادها المتعثّر أصلًا. وبذلك، تمهّد هذه الاستراتيجيّة للولايات المتّحدة الطّريق نحو فرض وقف إطلاق نارٍ يعقبه اتّفاق سلامٍ.
وبالتّوازي مع ذلك، تعمل عدّة دولٍ أوروبّيّةٍ على تنويع مصادر وارداتها النّفطيّة لتقليل اعتمادها على النّفط الرّوسي، في حين يمارس ترامب ضغوطًا على الاتّحاد الأوروبّي ودولٍ أخرى مثل الهند لوقف استيراد النّفط من روسيا. ومن ثمّ، تراهن إدارة ترامب على أن تشكّل العقوبات الاقتصاديّة، بالتّوازي مع الضّربات المباشرة للبنية التّحتيّة للطّاقة، عاملًا حاسمًا في إنهاك الاقتصاد الرّوسي، خاصّةً في القطاع العسكري، الأمر الّذي سيدفع موسكو في نهاية المطاف إلى الدّخول في مفاوضاتٍ جديّةٍ مع كييف.
من جانبٍ آخر، سعت أوكرانيا إلى استمالة ترامب إلى جانبها في مسار المفاوضات من خلال تعيين يوليا سفيريدينكو رئيسةً للوزراء، وهي شخصيّةٌ اقتصاديّةٌ تفاوضت سابقًا مع إدارة ترامب حول شراكاتٍ استثماريّةٍ واسعةٍ في الموارد الطّبيعيّة الأوكرانيّة، ممّا أتاح فرصًا للولايات المتّحدة لدخول قطاع الثّروات المعدنيّة الأوكراني. كما يجسّد هذا التّعيين خطوةً استراتيجيّةً تهدف لتقديم أوكرانيا كشريكٍ استثماريٍّ واعدٍ وليس مجرّد متلقٍّ للمساعدات، آخذًا في الاعتبار هواجس ترامب بشأن المردود المباشر للمساعدات الأمريكيّة. ولهذا شكّل ملفّ الاستثمارات عنصرًا جوهريًّا في سياسة كييف، وأسهم في إعادة تشكيل نظرة واشنطن نحو تزويدها بأسلحةٍ بعيدة المدى وقلب معادلة الصّراع لصالحها.

المصدر:
معهد دراسة الحرب (Institute for the Study of War)، 5 أكتوبر 2025. تم الدخول إلى المصدر في 6 أكتوبر 2025.
https://understandingwar.org/research/russia-ukraine/russian-offensive-campaign-assessment-october-5-2025/
يَنْطَوِي اعتمادُ الولايات المتّحدة استراتيجيّة دعمٍ استخباراتيٍّ متقدّمٍ لأوكرانيا، يستهدف العمق الرّوسي ومواقع البنية التّحتيّة للطّاقة، على جملةٍ من التّداعيات الّتي تمسّ روسيا وأوكرانيا على حدٍّ سواءٍ. وتَرْتَدُّ آثارُ هذا التّحوّل بصورةٍ فوريّةٍ على توازن الحرب ومسار مفاوضات السّلام الجارية بين الطّرفين، والتي يمكن تفسيرها فيمايلي:
يُتَوَقَّعُ أن تتصاعد ضربات أوكرانيا ضدّ أهدافٍ استراتيجيّةٍ داخل الأراضي الرّوسيّة، وخصوصًا مواقع البنية التّحتيّة للطّاقة. وقد ظَهَرَ هذا بالفعل في شنّ ضرباتٍ استهدفت مصافي النّفط، وأسهمت في نقصٍ بالوقود في بعض المناطق الرّوسيّة وارتفاع أسعاره داخليًّا. ومع تصعيد مستوى التّعاون الاستخباراتي الأمريكي، ستتحسّن دقّة الضّربات الأوكرانيّة وستتّجه أكثر نحو استهداف خطوط الأنابيب والمصافي، ولا سيّما مواقع النّفط الخام غير المكرّر المخصّصة للصّادرات. وسيَحُدُّ هذا التّطوّر من تدفّقات الإيرادات الماليّة للحكومة الرّوسيّة، ويعرقل قدرتها على تمويل العمليّات العسكريّة، ويجبر القيادة الرّوسيّة على مراجعة مقاربتها للمفاوضات.
يَرْتَبِطُ الأداء العسكري الرّوسي ارتباطًا مباشرًا بعوائد النّفط والغاز. ومع استمرار العقوبات الغربيّة الّتي تفرض على موسكو بيع نفطها بأسعارٍ مخفّضةٍ، وتزامن ذلك مع انخفاض أسعار النّفط الخام عالميًّا، تُشِيرُ تقديرات عام 2024 إلى تراجع إيرادات روسيا من الطّاقة من حوالي 135 مليار دولارٍ سنويًّا إلى ما يقارب 100 مليار دولارٍ بحلول عام 2025. وإذا أدّت الهجمات المتصاعدة إلى تدمير المزيد من مصافي النّفط، فقد تهبط تلك الإيرادات إلى مستوياتٍ خطيرةٍ لم تتعرّض لها روسيا منذ سنواتٍ. وفي إطار مواجهة هذا النّقص، تخطّط موسكو لتعزيز واردات البنزين من الصّين وسنغافورة وكوريا الجنوبيّة إذا ازدادت دقّة تلك الضّربات، كما قد تلجأ إلى رفع الرّسوم الجمركيّة على الواردات أو الإسراع بإجراءات تعويض الأزمة النّاجمة عن ضربات أوكرانيا.
يَتَوَقَّفُ حجم التّصعيد على احتماليّة موافقة الولايات المتّحدة على السّماح باستخدام صواريخ “توماهوك” (Tomahawk) بعيدة المدى لضرب العمق الرّوسي ومنشآت الطّاقة الاستراتيجيّة. ويأتي هذا على خلاف النّهج السّابق الّذي كانت واشنطن تحصر فيه استخدام الأسلحة المقدّمة لأوكرانيا في الميادين الدّفاعيّة المحدّدة. وقد تغيّر هذا النّهج في الآونة الأخيرة حين سمحت إدارة بايدن باستخدام أسلحةٍ أمريكيّةٍ عبر حدود أوكرانيا لضرب أهدافٍ عسكريّةٍ روسيّةٍ، في سياق إجراءاتٍ ردعيّةٍ دفاعيّةٍ معزّزةٍ للأمن الأوكراني.
وفضلًا عن ذلك، يُسْهِمُ عاملان آخران في تكثيف التّداعيات على روسيا. أوّلًا، تلعب ظروف الشّتاء القاسي دورًا في إعاقة العمليّات العسكريّة الرّوسيّة وتقييد حجم المناورة الميدانيّة؛ إذ يقف الطّقس القارس في هذه المنطقة الجغرافيّة حاجزًا أمام تحقيق تقدّمٍ عسكريٍّ كبيرٍ. وثانيًا، تمنح صواريخ “فلامنجو” (Flamingo) طويلة المدى، الّتي تطوّرها أوكرانيا، القدرة على استهداف مصافي النّفط والقواعد العسكريّة داخل عمق الأراضي الرّوسيّة. ومن ثمّ، يكمن الهدف في تكثيف الضّغوط الماليّة على موسكو لدفعها إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات. فبتوفير استخباراتٍ أمريكيّةٍ تسهم في إلحاق الضّرر بالمصافي الّتي تغذّي جهود الحرب، وبالاشتراك مع صواريخ “توماهوك” (Tomahawk) طويلة المدى، قد تعيد هذه الاستراتيجيّة تشكيل مرحلةٍ جديدةٍ في مجرى الحرب وموقع أوكرانيا على ساحة المعارك.
ستعمل روسيا على توجيه ردّ فعلٍ قويٍّ، وربّما تصعيدٍ ميدانيٍّ كبيرٍ. فمن المتوقّع أن تزيد موسكو من وتيرة ضرباتها في أنحاءٍ متفرّقةٍ من أوكرانيا، وقد تلجأ في ردٍّ أوّليٍّ إلى خيارٍ من شأنه فتح باب التّصعيد النّووي أو التّلويح بإمكانيّة استخدامه. علاوةً على ذلك، حذّر بوتين من أنّ إرسال صواريخ “توماهوك” (Tomahawk) إلى أوكرانيا سيضرّ بأيّ تقدّمٍ ملموسٍ في العلاقات الأمريكيّة-الرّوسيّة، وقد كرّرت موسكو مرارًا أنّه إذا شنّت أيّ دولةٍ غربيّةٍ هجومًا على روسيا فسيكون من المشروعيّة استهدافها. ومن ثمّ، فإنّ استهداف المصافي النّفطيّة بواسطة الاستخبارات الأمريكيّة، إلى جانب تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز بعيدة المدى (long-range cruise missiles)، سيؤدّي إلى تدهورٍ بالغٍ في العلاقات الثّنائيّة بين البلدين وقد يقوّض أيّ آمالٍ في عقد اتّفاق سلامٍ. كما سيشمل خطر التّصعيد دول الجوار بشكلٍ واسعٍ ويعزّز مخاطر التّمدّد الإقليمي للنّزاع.
وفي الوقت نفسه، ستحظى روسيا بدعم حلفائها. فقد أفاد مسؤولٌ أوكرانيٌّ، عقب التّقارير الأمريكيّة، بأنّ الصّين توفّر لموسكو معلوماتٍ استخباراتيّةً بالأقمار الصّناعيّة لاستهداف نقاطٍ استراتيجيّةٍ داخل أوكرانيا. ومن ثمّ، تشكّل كلٌّ من الصّين وكوريا الشّماليّة حلفاء أقوياء لروسيا، يتقاسمون مصلحةً مشتركةً في تقويض الهيمنة الأمريكيّة. وبناءً عليه، ستحصل موسكو على دعمٍ استخباراتيٍّ وإمداداتٍ نفطيّةٍ من بكين أو بيونغ يانغ، ردًّا على زيادة الدّعم الاستخباراتي الموجّه إلى أوكرانيا، ممّا سيسهم في تماسك موقفها ويمنع انهيار سلسلة الإمداد العسكريّة فيها.
قد لا توافق دول حلف شمال الأطلسي (NATO) على وضعٍ يعرّضها لضرباتٍ روسيّةٍ، ممّا قد يدفع بعضها إلى رفض تزويد أوكرانيا بالمعلومات الاستخباراتيّة ذاتها. فقد واجهت بولندا وإستونيا ورومانيا في السّابق اختراقاتٍ من طائراتٍ مسيّرةٍ ومقاتلاتٍ روسيّةٍ لأجوائها، بينما يبدو أنّ ترامب متردّدٌ في الانخراط عميقًا داخل منطقة النّزاع. وكان قد صرّح سابقًا بأنّ على دول الحلف إسقاط الطّائرات الرّوسيّة الّتي تنتهك مجالها الجوّي، إلّا أنّه لم يبدِ نيّةً لأن تدعم الولايات المتّحدة أيّ دولةٍ تقدم على ذلك. وتزيد هذه المعادلة من هشاشة الدّول المحيطة بكلٍّ من روسيا وأوكرانيا، وقد تدفع بعضها إلى النّأي بنفسها عن أيّ تصعيدٍ محتملٍ.
في الختام، يَأْتِي القرار المفاجئ لإدارة ترامب من طموح الرّئيس في تحقيق اتّفاق سلامٍ، ولا سيّما بعد نجاحه في التّوسّط لإبرام اتّفاقٍ بين إسرائيل وحركة حماس. ويدفعه حرصه على ترسيخ صورته كصانع سلامٍ إلى الموافقة على تقديم دعمٍ استخباراتيٍّ لكييف يستهدف البنية التّحتيّة النّفطيّة داخل روسيا. ويُعَدُّ هذا الدّعم الاستخباراتي الأمريكي مؤشّرًا إلى مرحلةٍ جديدةٍ في الحرب الرّوسيّة–الأوكرانيّة، ليست بالضّرورة مرحلة خفضٍ للتّصعيد، بل فصلًا يُتَوَقَّعُ أن تتأثّر فيه منظومة الطّاقة الرّوسيّة على نحوٍ عميقٍ. فَمَعَ ما يعانيه الاقتصاد الرّوسي من أزماتٍ متزايدةٍ في قطاع الطّاقة وسط استمرار الحرب، سَتُمَكِّنُ المعلومات الاستخباراتيّة الأمريكيّة الدّقيقة حول مواقع المصافي أوكرانيا من مواصلة استهداف هذه المنشآت بشكلٍ متكرّرٍ وعلى مدىً طويلٍ، ممّا قد يمهّد لمرحلةٍ جديدةٍ من الحرب تفضي إلى وقفٍ لإطلاق النّار قبل حلول الرّبيع.
وقد يفتح ردّ موسكو، في المقابل، الباب أمام موجةٍ جديدةٍ من التّصعيد تجهض أيّ مفاوضات سلامٍ محتملةٍ. إذ يُرَجَّحُ أن يكون الرّدّ الرّوسي قاسيًا على الأراضي الأوكرانيّة، مع امتداد تداعياته إلى الدّول المجاورة بدعمٍ من حلفاء موسكو. ومع ذلك، فإنّ تحذير بوتين من أنّ تزويد الولايات المتّحدة لأوكرانيا بصواريخ “توماهوك” (Tomahawk) سيقوّض العلاقات بين موسكو وواشنطن، قد يدفع إدارة ترامب إلى تفضيل التّوصّل إلى تسويةٍ سلميّةٍ طويلة الأمد، وبالتّالي العدول عن إرسال تلك الصّواريخ والاكتفاء بتقديم الدّعم الاستخباراتي فحسب.
“Can Ukrainian strikes inside Russia inflict lasting damage on the Kremlin’s war machine? | DW News.” DW News. August 27th, 2025, Accessed October 5th, 2025. https://www.youtube.com/watch?v=kbt9gt6le0o
“China provides intelligence to Russia on Ukraine targets, Ukrainian intelligence says.” Reuters. October 4th, 2025, Accessed October 5th, 2025. https://www.reuters.com/world/china/china-provides-intelligence-russia-ukraine-targets-ukrainian-intelligence-says-2025-10-04/
Holland, Steve and Gram Slattery. “US to give Ukraine intelligence on long-range energy targets in Russia.” Reuters. October 2nd, 2025, Accessed October 5th, 2025. https://www.reuters.com/world/europe/us-provide-ukraine-with-intelligence-missile-strikes-deep-inside-russia-wsj-2025-10-01/
Kottasová, Ivana. “The West finally allowed Ukraine to strike back at Russia — and it seems to be working.” CNN World. July 15th, 2024, Accessed October 5th, 2025. https://edition.cnn.com/2024/07/14/europe/western-weapons-ukraine-russia-intl-cmd/
Méheut, Constant. “Ukraine’s New Prime Minister Speaks Trump’s Language.” The New York Times. October 3rd, 2025, Accessed October 5th, 2025. https://www.nytimes.com/2025/10/03/world/europe/ukraine-prime-minister-trump-war-svyrydenko.html
Nechepurenko, Ivan. “Russia’s Military Budget Shrinks as War Costs Hit Kremlin’s Economic Limits.” The New York Times. September 30th, 2025, Accessed October 5th, 2025. https://www.nytimes.com/2025/09/30/world/europe/russia-budget-military.html
Pancevski, Bojan, Alexander Ward, and Lara Seligman. “U.S. to Provide Ukraine With Intelligence for Missile Strikes Deep Inside Russia.” The Wall Street Journal. October 1st, 2025, Accessed October 5th, 2025. https://www.wsj.com/world/europe/u-s-to-provide-ukraine-with-intelligence-for-missile-strikes-deep-inside-russia-ca7b2276?mod=hp_lead_pos1
“Putin says Tomahawk supply to Ukraine would destroy U.S. relations.” Reuters. October 5th, 2025, Accessed October 5th, 2025. https://www.reuters.com/world/europe/putin-says-tomahawk-supply-ukraine-would-destroy-us-relations-2025-10-05/
Robinson, Olga, Matt Murphy, and Yaroslava Kiryukhina. “Surge in Ukrainian attacks on oil refineries sparks Russian fuel shortages.” BBC. October 2nd, 2025, Accessed October 5th, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/czx020k4056o
“Russian Offensive Campaign Assessment, October 5, 2025.” Institute for the Study of War. October 5, 2025, Accessed October 6, 2025. https://understandingwar.org/research/russia-ukraine/russian-offensive-campaign-assessment-october-5-2025/
Sonne, Paul, Michael Schwirtz, Lara Jakes, and Steven Lee Myers. “Russia Steps Up Provocations in Europe, Alarming Leaders There.” The New York Times. September 27th, 2025, Accessed October 5th, 2025. https://www.nytimes.com/2025/09/27/world/europe/russia-europe-poland-drones-moldova-election.html?searchResultPosition=2
Vakulina, Sasha. “US intelligence sharing to help Ukraine knock out even more Russia’s refining capacity.” Euro News. October 2nd, 2025, Accessed October 5th, 2025. https://www.euronews.com/2025/10/02/us-intelligence-sharing-to-help-ukraine-knock-out-even-more-russias-refining-capacity#:~:text=The%20US%20reportedly%20agreed%20to,up%20to%20800%20kilometres%20away
تعليقات