بعد خسارته للانتخابات الرئاسية ومجلسي الشيوخ والنواب، كان من الطبيعي أن يبادر الحزب الديمقراطي إلى مراجعة عميقة لأسباب هذا الرفض الشعبي، وأن يعيد النظر في سياساته وخطابه ومرشحيه، تمهيدًا لإعادة بناء صفوفه استعدادًا لمواجهة إدارة ترامب الثانية، التي تبدو أكثر جرأةً واندفاعًا نحو تفكيك أبرز ما أنجزه الحزب من مكتسبات خلال العقود الماضية. لكن ما حدث كان عكس المتوقع. فقد بدا الحزب غارقًا في حالة من التيه السياسي والصراع الداخلي المحتدم، تتنازعه رؤى متباينة حول هويته الحقيقية ومساره المستقبلي، وسط عجز واضح عن التوصل إلى تعريف جامع لمعنى أن يكون المرء ديمقراطيًا في زمن ترامب.
وتُجسّد هذه الانقسامات اختلافًا جذريًا في الرؤية حول جوهر المشروع الديمقراطي: هل المطلوب هو السير في مسار الإصلاح التدريجي أم الدفع باتجاه تغيير جذري في بنية النظام؟ هل السبيل هو اعتماد منطق التسويات السياسية أم تبني نهج المواجهة الصريحة؟ وهل يجب أن تكون القابلية للانتخاب هي الأولوية، أم أن الالتزام بالمبادئ يجب أن يتقدّم على اعتبارات الربح السياسي؟ وبغياب سردية جامعة، وقيادة تمتلك القدرة على تجاوز هذه التصدّعات، يجد الحزب الديمقراطي نفسه مهددًا بالشلل، في لحظة مفصلية من التاريخ الأمريكي، تتطلب وضوحًا في الرؤية وحسمًا في الاتجاه.
كشفت الانتخابات الرئاسية لعام 2024 عن تراجع حاد في نفوذ الحزب الديمقراطي داخل العديد من معاقله التقليدية. فقد شهدت المراكز الحضرية، التي طالما شكّلت الركيزة الأساسية للتحالف الانتخابي الديمقراطي، انخفاضًا ملحوظًا في نسب الإقبال والدعم الشعبي. ففي مدن رئيسية ضمن الولايات المتأرجحة—مثل فيلادلفيا، وأتلانتا، وتشارلوت، وميلووكي، وفينيكس، ولاس فيغاس—عجز الديمقراطيون عن تحقيق الفوارق الكاسحة المعتادة التي كانت تُعوّض تقدم الجمهوريين في المناطق الأخرى.
وقد بدا هذا التراجع أكثر وضوحًا في الأحياء ذات الأغلبية من الأمريكيين من أصل أفريقي ومن أصول لاتينية، حيث انخفضت نسب الإقبال على التصويت بأكثر من ضعف المعدل العام في المدينة. ففي المناطق السوداء محدودة الدخل في فيلادلفيا، على سبيل المثال، تراجع الإقبال بنسبة 7%، وهو اتجاه تكرر في أحياء مشابهة بمدن أخرى، ما يعكس نمطًا واسع النطاق.
ويُعد هذا التراجع في الإقبال—وليس نتيجةً لتحول كبير نحو الحزب الجمهوري—هو العامل الأساسي في ضعف الأداء الديمقراطي داخل المناطق الحضرية. وزاد من تعقيد الموقف تراجع الفجوة التاريخية التي لطالما تمتع بها الحزب الديمقراطي بين ناخبي الأقليات، ولا سيما الأمريكيين من أصول أفريقية ولاتينية. فقد انخفض الفارق بين الديمقراطيين والجمهوريين في صفوف الناخبين السود إلى 47 نقطة مئوية فقط، وهو أدنى هامش يُسجّل على الإطلاق، كما تقلّص التقدم الديمقراطي بين الناخبين اللاتينيين إلى 12 نقطة فقط. كذلك أبدى الشباب، وهم أحد أعمدة القاعدة الانتخابية للحزب، أدنى مستويات الدعم منذ عام 2005. ولم تقتصر هذه التحولات على الولايات المتأرجحة، بل امتدّت إلى الولايات الزرقاء التقليدية مثل نيويورك، ونيوجيرسي، وكاليفورنيا، وإلينوي، حيث سجّل الجمهوريون اختراقات لافتة في المقاطعات الحضرية والضواحي التي لطالما منحت أصواتها للديمقراطيين على مدى سنوات.
لم يكن التراجع في دعم الحزب الديمقراطي داخل معاقله التقليدية مجرد انعكاس لفتور الحماسة أو تراجع في نسب التصويت، بل كان مؤشرًا على تحوّلات ديموغرافية وسياسية أعمق تمس جوهر التحالفات التي استند إليها الحزب لعقود. فقد تصدّع التحالف التقليدي بين الديمقراطيين وناخبي الطبقة العاملة والأقليات—الذين شكّلوا العمود الفقري لهيمنة الحزب في المدن الكبرى—إما عبر عزوفهم عن المشاركة أو بانجراف بعضهم نحو الخطاب الجمهوري، الأمر الذي أضعف قدرة الحزب على إعادة بناء “السدّ الحضري” الذي كان يؤمّن له الفوز في الاستحقاقات الكبرى.
وقد أفرزت انتخابات 2024 صورة لحزب ديمقراطي يبتعد أكثر فأكثر عن قواعده الانتخابية الأساسية، إما نتيجة قصور في الإدراك السياسي، أو—وهو الاحتمال الأخطر—بسبب تجاهل مقصود ومتعمّد. ففي أحسن السيناريوهات، يبدو الحزب في حالة انفصال عن نبض قاعدته وتطلّعاتها؛ وفي أسوأها، يتعمّد إقصاء أولوياتها إرضاءً لمصالح المموّلين الكبار ونخب السلطة داخل المؤسسة الحزبية. وعند التمعّن في الطريقة التي تعامل بها الحزب مع جناحه التقدّمي، يصعب تفادي القناعة بأن هذا التهميش ليس عارضًا، بل نهجٌ راسخ.
رغم أن النزعة المؤسسية داخل الحزب الديمقراطي لكبح الأصوات التقدّمية ليست جديدة، إلا أنها أصبحت سمة ثابتة في الصراع الداخلي للحزب خلال العقود الأخيرة. وقد تجلّى ذلك بوضوح في حملة السيناتور “بيرني ساندرز” الرئاسية عام 2016، حين واجه الحزب اتهامات واسعة بالتواطؤ ضد ترشحه لصالح هيلاري كلينتون. إذ كشفت رسائل بريد إلكتروني مسرّبة عن وجود تنسيق داخلي متعمّد لإقصاء حملة “ساندرز”، رغم شعبيتها الكاسحة، وقدرتها على تحفيز الشباب والطبقة العاملة، فضلًا عن تقدّمه في استطلاعات الرأي على دونالد ترامب مقارنة بكلينتون.
وتُظهر الوقائع الأخيرة أن الحزب لا يزال يقاوم إدماج الأصوات التقدمية والشعبوية في مراكز النفوذ داخله. وقد تجلّت هذه الممانعة في تجربة النائبة “ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز”، والتي أطلقت في أواخر عام 2024 حملة لافتة للترشح كأبرز شخصية ديمقراطية في لجنة الرقابة والمساءلة بمجلس النواب. ورغم الدعم الجماهيري الواسع الذي حظيت به داخل الأوساط الشابة والتيار التقدمي، امتنعت القيادة الحزبية عن تأييد ترشيحها، ما يعكس استمرار النزعة نحو إقصاء الكفاءات الصاعدة لصالح رموز المؤسسة التقليدية.
ورغم مكانتها كأحد أبرز الوجوه الصاعدة في التيار التقدمي، وكونها تحظى بشعبية واسعة في أوساط الشباب من الديمقراطيين، إلا أن “ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز” مُنيت بالهزيمة في السباق على رئاسة الديمقراطيين بلجنة الرقابة والمساءلة بمجلس النواب، لصالح النائب المخضرم “جيري كونولي”، عن ولاية فرجينيا، في ديسمبر 2024.
وقد جاءت هذه النتيجة مدعومةً بشكل مباشر من الرئيسة السابقة لمجلس النواب، نانسي بيلوسي، التي تدخلت شخصيًا لدعم “كونولي”، في رسالة واضحة تعبّر عن خشية المؤسسة الحزبية من إفساح المجال أمام الأجيال الجديدة والتيار التقدمي للارتقاء إلى مواقع القيادة وإقصاء النخبة التقليدية الراسخة.
لكن المفارقة أنّ “كونولي” لم يلبث أن بقي في موقعه سوى أربعة أشهر فقط، قبل أن يعلن استقالته لأسباب صحية في أبريل 2025، ليتوفى في مايو من العام ذاته، ويُضاف اسمه إلى قائمة متزايدة من أعضاء الكونجرس الراحلين—كلهم من الحزب الديمقراطي—بلغ عددهم ثمانية في غضون ثلاث سنوات. وهو مؤشر يثير القلق داخل الحزب، ويفتح الباب أمام تساؤلات حول تجديد دمائه وتوازن هرم القيادة.
وتعكس تجربة “أوكاسيو-كورتيز” في هذا السياق التحديات البنيوية التي تواجه التيار التقدمي عند محاولته اقتحام مواقع النفوذ داخل المؤسسة الحزبية. كما تُسلّط الضوء على الثمن الذي يدفعه الحزب حين يُقدّم معيار الأقدمية على مبدأ الكفاءة والفاعلية.
فـ”أوكاسيو-كورتيز” تمتلك قاعدة جماهيرية متينة بين فئات الشباب والطبقة العاملة، وقد تعزز حضورها من خلال قيادتها لتجمّعات جماهيرية مشتركة مع السيناتور “بيرني ساندرز”. ولو فازت بالمنصب، لكان للحزب الديمقراطي صوت دائم وقوي في مواجهة إدارة ترامب، قادر على تسليط الضوء على ممارساتها، وتفعيل أدوات الرقابة والمساءلة.
وتبرز تجربة أخرى لا تقل أهمية، تتمثّل في حالة “ديفيد هوج”، أحد الناجين من حادثة إطلاق النار الدامية في مدرسة باركلاند الثانوية، والذي شغل لفترة وجيزة منصب نائب رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي. فقد اصطدم “هوج” بعقبات مؤسسية كبيرة خلال فترة توليه، وصلت ذروتها بإعلانه عدم الترشح لإعادة انتخابه في منتصف عام 2025.
رغم قصر مدة ولايته—التي لم تتجاوز أربعة أشهر—إلا أنها اتسمت بصراع داخلي حاد، نتيجةً لاستراتيجيته الطموحة التي تمثلت في تحدي النواب الديمقراطيين التقليديين في دوائرهم الآمنة، من خلال لجنة العمل السياسي التي أسسها تحت اسم “القادة الذين نستحقهم”.
وقد هدفت استراتيجية “ديفيد هوج” إلى دفع الحزب الديمقراطي نحو نمط قيادي أكثر شبابًا وجرأة، قادر على التصدي الصريح لسياسات ترامب، وعلى تعبئة الناخبين الشباب الذين تراجع حماسهم خلال الاستحقاقات الأخيرة. إلا أن هذه المبادرة أثارت قلقًا واضحًا لدى عدد من قيادات اللجنة الوطنية الديمقراطية، الذين رأوا أن على مسؤولي الحزب أن يلتزموا بالحياد في الانتخابات التمهيدية، وأن يركّزوا جهودهم على هزيمة الجمهوريين بدلًا من تعميق الانقسامات داخل الصفّ الديمقراطي.
وقد بلغ التوتر ذروته عندما صوّت أعضاء اللجنة الوطنية بأغلبية ساحقة على إلغاء نتائج انتخابات فبراير، التي كانت قد أفرزت فوز كل من “ديفيد هوج” والقيادي التقدمي “مالكولم كينياتا” في منصبي نائبي الرئيس، مبررين قرارهم بوجود “مخالفات إجرائية”. هذا القرار، إضافةً إلى تنامي الاستياء داخل أروقة الحزب من الدور المزدوج الذي اضطلع به “هوج”—كقيادي رفيع في الحزب وفي ذات الوقت داعم صريح لمرشحين يتحدّون شاغلي المناصب من الديمقراطيين—أسفر فعليًا عن إقصائه من موقع القيادة داخل الحزب.
وفي أعقاب ذلك، وجّه “هوج” انتقادات لاذعة لقيادة الحزب، واتهم العديد من قيادييه بأنهم “نائمون خلف عجلة القيادة”—في تعبير رمزي عن غياب الوعي والاستجابة لمتطلبات المرحلة الحرجة، وانفصال القيادة عن الواقع السياسي بعد خسائر انتخابات 2024. ورغم خروجه من قيادة اللجنة الوطنية، أكد هوج استمراره في النشاط السياسي من خارج البنية الرسمية، عبر مبادرة “القادة الذين نستحقهم”، مركّزًا على إعادة بناء الحزب من القاعدة، وبعيدًا عن ثقل البيروقراطية التقليدية.
وتُجسّد تجارب “أوكاسيو-كورتيز” و”ديفيد هوج” مع الحزب الديمقراطي ولجنته الوطنية عمق الفجوة المتّسعة بين المؤسسة الحزبية والتيار التقدمي الصاعد. فلم تعد هذه التجارب مجرّد مؤشرات على صراع داخلي مؤقت، بل باتت تمثل صدامًا جليًا بين جيلين، ورؤيتين متباعدتين حول طبيعة الحزب ومستقبله.
وهذه المواجهة، التي كانت تدور في الماضي خلف الأبواب المغلقة، باتت اليوم مشهودة على العلن—في الإعلام، وعلى المنصات الرقمية، وفي الشارع السياسي نفسه. ومع ذلك، لم يُبرز أي حدث حجم الارتباك والانقسام داخل الحزب الديمقراطي كما فعلت الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك عام 2025. فقد شكّل فوز “زهران ممداني”، المنتمي إلى تيار الاشتراكية الديمقراطية، على السياسي المخضرم “أندرو كومو”—المدعوم من شخصيات ديمقراطية نافذة من بينها الرئيس الأسبق “بيل كلينتون”—تحولًا سياسيًا لافتًا.
فقد بيّن هذا الانتصار أنّ الخطاب الشعبوي، المرتكز إلى قضايا العدالة الاجتماعية والتمثيل الحقيقي، أضحى أكثر صدىً وتأثيرًا في أوساط الناخبين من الرسائل التقليدية التي تتبناها المؤسسة الديمقراطية. كما كشف عن تراجع الهيمنة المعهودة لتلك المؤسسة، وعجزها المتزايد عن توجيه دفة القرار السياسي داخل الحزب كما في السابق.
في أعقاب هذا الفوز التاريخي لممداني—الذي نال عددًا من الأصوات لم يسبقه إليه أي مرشح ديمقراطي في الانتخابات التمهيدية في نيويورك خلال ستة وثلاثين عامًا—لا يبدو أن الحزب قد التقط الإشارة أو بادر بمراجعة مساره. بل على العكس، يُظهر تمسكًا صارمًا باستراتيجية أثبتت فشلها، واستمرارًا في كبح التيار التقدمي، رغم اتساع تأثيره الشعبي واتصاله الوثيق بجمهور الحزب.
وإذا كان للديمقراطيين أن ينجحوا في التصدي لعودة ترامب واستعادة موقعهم في المشهد السياسي الوطني، فإن طريقهم لا يمكن أن يكون عبر الانحراف إلى الوسط بينما ينزلق اليمين الأمريكي نحو أقصى أطرافه. بل إن الحل يكمن في الاتجاه النقيض، عبر تبني الشعبوية التقدمية، والإنصات لصوت القاعدة الشعبية التي ظلت تُعبّر مرارًا عن رغبتها في تغيير جذري. هذه الدروس لم يكن ينبغي أن تغيب عن الحزب منذ هزيمة هيلاري كلينتون في 2016، وكان لزامًا أن تُفهم بوضوح بعد نكسة 2024.
ورغم ذلك، يبدو أن قيادة الحزب تمضي في معاقبة قاعدتها بدلًا من احتوائها، مكتفية بمراقبة سياسات ترامب التي تمسّ الفئات الأكثر هشاشة داخل المجتمع الأمريكي—وهم ذاتهم الذين شكّلوا على مدى عقود الدعامة الأساسية للتحالف الانتخابي الديمقراطي. وبدلًا من أن يتقدّم قادة الحزب للدفاع عن هذه القاعدة، فإنهم يخاطرون بالظهور بمظهر النخبة المتعالية، التي توحي وكأنها تلوم الناخبين على خياراتهم، برسالة مبطّنة فحواها: “أنتم من جلب هذا لأنفسكم، ولا خيار أمامكم الآن سوى القبول بنا”.
هذه الرسائل الضمنية تُغذّي مشاعر السخط، التي لن تلبث أن تتفاقم في حال تمكن الحزب من استعادة بعض مقاعده في انتخابات التجديد النصفي عام 2026، دون أن يغيّر من نهجه الراهن. فبدون تحرك حاسم ومعارضة فعّالة لأجندة ترامب، وطرح بدائل سياسية جريئة تعيد بناء الثقة الشعبية، فإن حالة الإحباط ستزداد عمقًا، مما يهدد بتفكك التحالف الديمقراطي ويترك الحزب في وضع هشّ وانقسامي غير مسبوق.
Brittany Gibson and Brakkton Booker, “In Cities, Turnout Drops in Black and Hispanic Neighborhoods,” Politico, November 23, 2024. https://www.politico.com/news/2024/11/23/city-turnout-black-hispanic-neighborhoods-00191354
Elissa Salamy, “Democratic Party’s Popularity Plunging among Black, Hispanic Adults, Poll Shows,” The National Desk, accessed July 8, 2025. https://thenationaldesk.com/news/americas-news-now/democratic-partys-popularity-plunging-among-black-hispanic-adults-poll-shows-democrats-republicans-gop-liberal-voters-2024-election-biden-trump
Nate Cohn, “How Trump Made Inroads with the Urban Vote,” The New York Times, December 6, 2024. https://www.nytimes.com/2024/12/06/upshot/urban-vote-shift-trump.html
Campaign Now, “Minority Male Voters Are Slipping from the Democratic Base,” accessed July 8, 2025. https://www.campaignnow.com/blog/minority-male-voters-are-slipping-from-the-democratic-base
Andrew Cuomo, “Endorsements,” AndrewCuomo.com, accessed July 8, 2025. https://www.andrewcuomo.com/endorsements
Carrie Dann, “Who’s More Likely to Beat Donald Trump: Hillary Clinton or Bernie Sanders?” NBC News, April 6, 2016. https://www.nbcnews.com/storyline/data-points/who-s-more-likely-beat-donald-trump-hillary-clinton-or-n570766
John L. Dorman, “8 Members of Congress Have Died in Office — and They’ve All Been Democrats,” Business Insider, May 6, 2025. https://www.businessinsider.com/8-members-congress-died-office-democrats-2025-5
Andrew Solender, “David Hogg Out at DNC, Won’t Run Again,” Axios, June 11, 2025. https://www.axios.com/2025/06/11/david-hogg-dnc-vice-chair-kenyatta
Paul Farrell, “David Hogg Says Former DNC Colleagues Are ‘Asleep at the Wheel’ as He Leaves Leadership Position,” The Independent, June 12, 2025. https://www.independent.co.uk/news/world/americas/us-politics/david-hogg-dnc-asleep-at-the-wheel-b2768717.html
Emma G. Fitzsimmons, Alex Lemonides, and Irineo Cabreros, “How Zohran Mamdani Brought New Voters to the Polls,” The New York Times, June 29, 2025. https://www.nytimes.com/2025/06/29/nyregion/zohran-mamdani-voters-strategy.html
تعليقات